السكان الأوائل لقبيلة أولاد عبد النور ـ لأولاد العزام تاريخ طويل مع قبيلة أولاد عبد النور ،فبعدما خرج بعضهم من إقليم قبيلة ريغة ، استوطنوا إقليم أولاد عبد النور القبيلة القوية المتحالفة مع الذواودة . إذ تواجدوا بإقليمها قبل 1645 ميلادية ، حسب الوثائق ،و ربّما قبل سنة 1636 حسب وصية الشيخ سليمان بن الحداد لجماعة أهل ضيف الله.و لطول مدة تواجدهم بالإقليم أصبحوا جزء منه ، و لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما هي الميزة التي تميز بها أولاد العزام حتى نالوا رضا كل من أولاد السخري من الذواودة و نفوذ المرابط سي محمد بن يحي ؟ . فمن المعروف أنهم سكنوا المعمرة ، و نعرف اليوم بأن سيدي محمد بن مخلوف أحد أبناء الولي الصالح مخلوف بن العزام عاصر الولي سي محمد بن يحي .و ربما كان يدرس و يعلم القرآن الكريم بالزاوية مع إخوانه و أبنائه من أولاد العزام عند معمرة سي محمد بن يحي .
ـ فهل ذلك الاحترام و التبجيل كان نتيجة حفظ و تلاوة القرآن الكريم ؟
ـ أم كان نتيجة أنهم من المرابطين المتدينين ؟ و من سلالة الولي الصالح مخلوف بن العزام ؟
ـ لا شك أنه توجد ميزة حميدة جعلت منهم أناس محترمين من الجميع .... و الأكيد أنهم كانوا من حفظة القرآن العظيم ، لهم من الأخلاق الحميدة ما تجعلهم مميزين عن الجميع ، و إلا كيف نفسر لجوء الآغا يوسف قائد حملة الأتراك إليهم للتوسط بين حكومة علي باشا و شيوخ الذواودة الهلاليين سنة 1638؟ . لقد كان أولاد العزام من السكان الأوائل التي استوطنت إقليم أولاد عبد النور .و حظوا باحترام و تقدير سادة و سكان أولاد عبد النور ، و هذا ما تدل عليه الوثائق .و بما أننا نبحث في تاريخ أولاد العزام وجب علينا التعريف بسكان القبيلة التي عاشوا فيها من تاريخ نشأتها و لا زالوا إلى اليوم متواجدين على إقليمها التاريخي . حيث انصهر أولاد العزام ضمن النسيج البشري للقبيلة ، فاكتسبوا الكثير من عادات و تقاليد السكان المجاورين لهم .
ـ كما أن أولاد العزام يعتبرون أنفسهم جزء من القبيلة ، فنجد الكثير منهم يصف بعضهم بعضاً ، بأنه عزامي أو أنه عبد النوري ، نسبة إلى اسم القبيلة الكبيرة التي يعيش فيها .
ـ و عندما تقابل فكرة ما برفض قاطع ، يرد عليك محدثك [ يجئ سيدي حمانة أو سيدي زكري ما تحصل تلك الحادثة ] و مثل هذا المثل يجعلنا نبحث عن هذين الاسمين ، و ما علاقتهما بحياة الناس ، و من الممكن أن يكون سيدي حمانة هو ولي قرب حمام قروس ، و سيدي زكري هو الحاج بن زكري القائد الأول الذي عينته السلطات الفرنسية على رأس القبيلة بعد 1837 . و إذا كان أولاد العزام يضربون هذا المثل كغيرهم من سكان القبيلة ، فذلك دليل على اندماج السكان في حياة و معيشة واحدة . و لذلك توجب علينا التعريف بالفِرق الهامة التي استوطنت إقليم القبيلة من تاريخ نشأتها